للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجملة الأولى ترفع الحرج عن المؤمن الذي لا يستطيع أن يؤدِّب بيده، ولا بلسانه ينكر بقلبه، وفي ذلك عصمة له من المشاركة في المنكر.

وحدَّد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن إنكار القلب آخر درجات الإيمان. ليحدد موقف الذين ... الباطل للناس، بأي فن من فنون الزينة. وأظلمهم لنفسه من باع دينه بدنيا ... وتطوَّع بالنفاق.

* * *

[* الأمر بالمعروف قانون أخلاقي]

لا تتم دراسة قانون الأخلاق إلا إذا درسنا قانون الإلزام السلوكي، وما يتبعه من المسئولية الفردية.

ولكن المسئولية الفردية لا تعفي المسلم من المساهمة في المسئولية الجماعية. فنحن مسئولون عن انحراف مسالك الآخرين، بقدر ما أوجب الإسلام علينا من تغيير المنكر باليد واللسان والقلب.

ودور القلب هو الإنكار المقتضي عدم المشاركة في الخطيئة، وعدم تزيينها للناس. فالعمل الاجتماعي السلبي - أو ما تسميه اللامبالاة - تجريم، بنفس درجة العمل الإيجابي.

فالامتناع عن النهي عن المنكر هو المشاركة السلبية في الجريمة.

وقد حدثنا القرآن الكريم أن شعبا قديما قد تعرض للعنة على لسان الأنبياء بذنبٍ هو عدم إنكاره على بعض أعضائه فعل الشر {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (٧٩ سورة المائدة)

فقانون الأخلاق القرآني يفرض على المسلم أن ينهى عن المنكر، استجابة لمبدأ

<<  <   >  >>