يقول: وأمرنا أن نستر على المذنبين، ما لم يُبْد لنا صفحة الخلاف.
ليس كما ذُكر عن بني إسرائيل أنهم كانوا إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبح وعلى بابه معصيته مكتوبة.
وكذلك في شأن قرابينهم. فإنّهم كانوا إذا قرَّبوها أكلت النار قربان من تقبّل الله منه، وتركت غير المقبول. وفي ذلك افتضاح للمذنب - الذي لم يتقبّل الله منه.
ثم يقول: وللستر حكمة أخرى.
وهي أنَّ فضيحة العاصي تسبّب الفرقة والوحشة.
وهذا ما شدد القرآن في النهي عنه. إلا أن تكون البدعة فاحشة جداً كبدعة الخوارج فلا إشكال في جواز إبدائها، وتعيين أهلها.
أقول: وكم من جرائم كبيرة كالزنا واللواط لم تنتشر إلا بسبب الذين يفضحون من يرتكب هذه الجرائم. مع أن أكثرهم يريد إنكار المنكر فتقع الفضائح.
* مَنْ الزاني منهما؟
حدثني شاب لا يعصمه دين، ولا يردعه خلق.
حدثني أنه منذ أن عاقبته الشركة التي يعمل بها بالنقل إلى فرعها القاصي لسوء سمعته، من يومها وهو كما يقول الشاعر:
على أنَّني راض بأن أحمل الهوى ... وأخلص منه لا عليَّ ولا ليَا
غُربته. ووحدته. ووحشته، همٌّ وهمٌّ وثالث.
وفي ليلة مظلمة، ممطرة زاره خادم ضريح الوليّ لدعوته لحضور حلقة الذكر، التي تقام بجوار القبر كل أسبوع.