وانتهى الحوار معهم بإسلامهم. وهم خمسة من العلماء وسيدتان.
هذا وقصة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع بحيرا في السيرة النبوية "وفيات المشاهير والأعلام للذهبي حـ ١ صـ ٦. وفي سيرة ابن إسحاق "السير والمغازي". "وكتاب دلائل النبوة حـ ١ صـ ٣٧٣". "وسيرة ابن كثير حـ ١ صـ ٢٤٣". وغير هذا من المصادر لمن أراد أن يدرس. ولو أردنا بسط الحديث فيها لألزمنا هذا الأمر بحث وتتبع كتب أهل المسلمين.
وحسبنا علمياً مخطوطات المهندس الأديب زهدي جمال الدين والذي جنَّد حياته لخدمة هذه القضية. أسال الله أن تنشر هذه السلسلة.
* * *
[* رعي الغنم مدرسة للقيادة]
رعاية الغنم مقدّمة أعدّها القَدَرُ لتدريب النبي - صلى الله عليه وسلم - على رعاية الأمم.
"ذلك لأن الغنم يكون فيها السخلة المستضعفة، والشاة الضالة، والكبش المستأسد، والماعز الساذجة، والتيس المصارع.
هذه جائعة بحاجة إلى أن تأكل. وهذه ظامئة بحاجة أن تشرب، وتلك والدة بحاجة إلى الرعاية، وأخرى جامحة بحاجة إلى أن تكبح وتقاد بسياية ولين. أو بعنف وصرامة".
فليست رعاية الغنم كما نرى اليوم أنعاما تقطع الطريق السريع، وتسبب حوادث السيارات، وراع يجلس في الظل يعزف الناي.
إن تدريب النبي - صلى الله عليه وسلم - أعواماً طوالاً على رعاية الغنم يعده لصبر طويل على رعاية الأمم الشاردة.
فقد شبّه القرآن المجتمعات الضالة بالأنعام {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}(١٧٩ سورة الأعراف)