فما نعيش فيه من الهدى هو ثمرة قرون طوال مضى أصحابها، وتركوا الخير لنا.
فعلينا أن نترك الخير للآخرين.
وقد صرّح الله بهذا للنبي - صلى الله عليه وسلم -
فقد يمتدّ عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يرى عقاب أعدائه في الدنيا، وقد يلحق بالرفيق الأعلى قبل ذلك {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (٤١) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ} (سورة الزخرف ٤١ - ٤٢)
وفي سورة يونس {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ}(سورة يونس ٤٦)
ورحلة نوح - عليه السلام - هي أطول رحلة علمية لتوصيل فكرة، وهداية أمَّة. ومع ذلك {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}(سورة هود ٤٠)
ولكن أمَّة القرآن آمنت بنوح، وانتهجت - في الدعوة - منهجه، وهي شاهدة لإبلاغه رسالته.
ورحلة النبي - صلى الله عليه وسلم - للطائف، وما لقي فيها من إيذاء المشركين، كانت من أجل هداية شاب عراقي من نينوي "الموصل" هو "عدَّاس" والقصة بتمامها في كتب السيرة.
شخص واحد ... من العبيد ... لم يعرف له ذكر في التاريخ بعد هذا اللقاء. كان ثمرة للرحلة الطويلة، سلام على أهل نينوي. وسلام على الكرام في كل بلد وفي كل زمان.