للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متكاملة للإسلام، عقيدة وشريعة وأخلاقاً. عبادات واقتصاديات،

مما يحتاج لرسالة خاصة.

ومنذ هذا اليوم والصورة واضحة في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنه مع علمه بما سينزل عليه في شأن الخمر - مثلاً - إلا إنه لم يسبق الوحي، حتى يحتفظ للوحي بمنهج التدرجّ في التشريع.

لقد قال القرآن الكلمة الأخيرة في الخمر في الآية التسعين من سورة المائدة (١) ، وهي آخر سورة نزلت من عند الله.

ومع ذلك لم يسبق النبي الوحي بشيء من الترهيب في الخمر، مع أن بعض الآيات مهدّت للتحريم.

[* قوة التركيز]

كثيراً ما يتكلم الناس. ولكن {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} ولا وزن له.

وكثيرا ما نسمع الخطب العظيمة، وأحاديث الوعظ، ولا تحرك في القلب ساكنا. بل كثيراً أولئك الذين يتوجهّون بالدعاء إلى الله. ولا يستجاب لهم.

وأنت تقرأ بعض "التعاويذ" فلا تشعر بشيء، بينما قد يقرأها أمامك ساحر فيتحرك الحجر، ولو من باب {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ} ما السبب؟

الكلمات هي الكلمات. والدعوات هي الدعوات.

فلماذا تستجاب من أحدهم، ولا تستجاب من الآخر؟

هنا قوّة الضرورة. فدعوة المظلوم مثلاً ترفعها الملائكة إلى الله.

لأنّ المظلوم يشعر بضرورة الاعتصام بالله. فقد تخلُفت الأسباب عن نصرته.

بقي الله - سبحانه - "دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء


(١) نصُّ الآية:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) } .

<<  <   >  >>