ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك. ثم يقول: فوالله ما هممت بعدها بسوء مما يعمله أهل الجاهلية، حتى أكرمني الله بنبوته.
هذا الحديث ذكره الحافظ الذهبي في سيره الجزء الأول صـ ٧٩ إلا أن ابن كثير قال منه في سيرته "هذا حديث غريب جداً" ومعلوم أن ابن كثير من علماء الحديث.
- وروي ابن سعد "في الطبقات الكبرى" جـ ١ صـ ١٥٨- أن أهل النبي - صلى الله عليه وسلم - أعمامه وعماته - أكدوا عليه ضرورة أن يحضر عيداً لقريش، فما زالوا به حتى ذهب،
"وكان أبو طالب يحضره مع قومه، وكان يكلم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يحضر ذلك العيد مع قومه فيأبى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذلك، حتى رأيت أبا طالب غضب عليه، ورأيت عماته غضبن عليه يومئذ أشد الغضب، وجعلن يقلن: إنا لنخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا، وجعلن يقلن: ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيداً ولا تكثر لهم جمعاً، قالت: فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء الله، ثم رجع إلينا مرعوباً فزعاً، فقالت له عماته: ما دهاك؟ قال: إني أخشى أن يكون بي لمم، فقلن: ما كان الله ليبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الذي رأيت؟ قال: إني كلما دنوت من صنم منها تمثل لي رجل أبيض طويل يصيح بي وراءك يا محمد لا تمسه! قالت: فما عاد إلى عيدٍ لهم حتى تنبأ."