للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأماتها العطش..!

ما سئم الناس له صوتاً.. ولا ملوا له نغماً.. ولا استثقلوا له كلماً..!

· فصنع أمة قائمة على الزهد والورع.. أحياها من الموات.. وجمعها من الشتات.. وهداها من الضلالة.. وعلمها من الجهالة.. وكشف عنها حجاب الغمة.. وأماط عنها لثام الظلمة.. وقومها على الحق.. وردعها عن الغىِّ.. وكفها عن الباطل.. وأضاء لها مشاعل الخير.. ووصل بها إلى اليقين.. وهدادها إلى الصراط المستقم..

· وكان بحق روضة فينانة زانتها يد الخالق بالأزاهير الندية.. ونقل عنها النسيم أطيب نفحاتها الزكية.. لكل من نأت به الديار.. أو شط به المزار.. أو حاربته جيوش الدهر.. أو طحنته رحى الحياة.. أو لفحته قسوة الدنيا..!

· فحمل الكل.. وآزر الحق.. ونطق بالصدق.. وحكم بالعدل.. ونادى بالحب.. وتجمل بالصبر.. ودعا إلى العفو.. وبشَّر بالخير.. وفاض بالرحمة.. وتحلى بالأمانة.. وأعلن المساواة.. ونصر المظلوم.. ورعى اليتيم.. وآوى المسكين.. ورحم ابن السبيل.. ودعا الناس إلى القرب من الله، والعيش في رحابه في الدنيا لينالوا الرضوان في الآخرة..!

· وسيظل تاريخ هذا النبي العظيم محمد - صلى الله عليه وسلم - خالداً خلود الأبد.. باقياً بقاء الدهر.. مدوياً في الآذن.. مضيئاً كالصبح.. ساطعاً كالشمس.. منيراً كالقمر.. يتحدى الفناء.. ويغالب الأيام.. ويحارب الطغيان.. ويقضي على الفساد..!

* * *

* لقد كان عليه الصلاة والسلام المعلم الذي ترتقي إليه البشرية في سموها وتقدمها.. والمؤدب الذي أيقظ في المسلمين الوعي بالذات والمجتمع.. ودعا إلى الأخلاق الفاضلة.. وحث على التخلق بالآداب العظيمة والصفات الحسنة..

<<  <   >  >>