للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما جاء في مطلع سورة الطلاق {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} وفي قوله تعالى {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} (سورة التوبة ١٢٨) وجاءت وحدة الأمة في مالها في قوله تعالى:

{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} (سورة النساء ٢٥)

هنا جعل ملكية يمين البعض كملكية يمين الجماعة.

{فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ومعلوم في يد غيره. ولوكانت في يده - كظاهر الآية - ما احتاج للزواج بها.

وفي قوله تعالى: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} ملمس إنساني كبير. أنه جعل للأمة أهلا تخطب منهم. ولم يقل: فانكحوهن بإذن سادتهن.

جعل سادتها أهلها. فكلهم لآدم. وفي وحدة دم الأمة جاء قوله تعالى:

{ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} (سورة البقرة ٨٥)

قال صاحب المنار: ومعلوم أن الرجل منهم لم يكن يقتل نفسه، وإنما كان بعضهم يقتل بعضا حـ ٤ صـ ٣٨٠ فالوحدة بين الأمة مالاً ونفساً هي التي عناها القرآن وسوغت الإضافة في قوله تعالى {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} (سورة النساء ٥) ولم يقل أموالهم.

أما قوله تعالى: {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا} ولم يقل "وارزقوهم منها" فيقصد إلى ضرورة استثمار مال اليتيم، حتى ينفق من ربحه، لا من أصله.

<<  <   >  >>