ومثل هذا يجب أن يستعفف عن مال اليتيم. فلا يأكل مال اليتيم إلى ماله. {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} فالوصية امتحان صعب.
فأنت تملك التصرف، والشرع يريد العفاف أما الوصي الفقير،
والذي يغطي عمله في خدمة اليتيم وقتا يُؤثر على قيامه بأعمال نفسه، فهنا يجوز أن يحصل على راتب المثل.
قال صاحب المنار حـ ٤ صـ ٣٨٩: - ومن كان فقيراً لا يستغني عن الانتفاع بشيء من مال اليتيم - الذي يصرف بعض وقته، أو كله في تثميره "استثمار المال" وحفظه، فليأكل بالمعروف - الذي يبيحه الشرع، ولا يستنكره أهل المروءة والفضل، ولا يعدونه طمعاً ولا خيانة.
ثم ذكر تفسير العلماء للأكل بالمعروف، فقال: إنه القرض، يأخذه بنية الوفاء، وهو رأي عمر بن الخطاب، وابن عباس - رضي الله عنهما -.
وقد روي ابن جرير الطبري عن ابن عباس:"وإن كان فقيراً فليستقرض منه، فإن وجد ميسرة فليعطه ما استقرض منه، فذلك أكله بالمعروف.
والذي أرتاح له، أن الوصي الفقير له أن يؤاجر نفسه لليتيم بأجرة معلومة، إذا كان اليتيم محتاجاً لمن يتفرغ ليقيم حاجته.
وعهدنا يختلف عن عهد عمر وابن عباس.
ولو أعطيناه قرضا لانصرف المخلصون الأمناء. لأعمالهم هم.
ورزق أولادهم. ووقع اليتيم في يد أصحاب الورع الكاذب.
ونقل صاحب تفسير المنار عن عمر بن الخطاب أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ليس لي مال، وإني وليٌّ يتيم، فقال: "كل من مال يتيمك غير مسرف، ولا متأثل مالاً، ومن غير أن تتقي مالك بماله". (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة) .