للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صدق دعوته ... ولكنه اختبر قومه ليقيس رد الفعل لو أعلن إيمانه بالنبي الجديد. فقال: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِيَّ فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الْأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ مِنْ الْإِيمَانِ قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَيَّ وَقَالَ إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ".

وقد أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - رسالة إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام وجاء في كتاب "منشئات السلاطين" هذا الردّ. بالجزء الأول لفريدون بك استنبول.

* رد قيصر الروم على النبي - صلى الله عليه وسلم -

أرسل النبي إليه رسالة طلب منه أن يدخل الإسلام، فإذا لم يفعل، فلا يحل بين الفلاحين وبين الإسلام، أن يدخلوا فيه، وأن يعطوا الجزية إن أبوا.

فرد امبراطور الروم على النبي - صلى الله عليه وسلم -

إلى أحمد رسول الله الذي بشّر به عيسى. إنّي جاءني كتابك مع رسولك، وإنّي أشهد أنك رسول الله. نجدك عندنا في الإنجيل، بشّرنا بك عيسى بن مريم.

وإنّي دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا. ولو أطاعوني لكان خيراً لهم. ولوددت أني عندك فأخدمك، وأغسل عن قدميك.

والله أعلم بما مات عليه هرقل.

وهكذا عرفنا أن أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - هي أول دليل على نبوته. كما أوجزنا منهج أن المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - ومنهج هرقل عظيم الروم.

وما زال العقل السليم في كل عصر يستدل بخُلق النبي - صلى الله عليه وسلم - على صدق نبوته. كاستدلاله بنبوته على عظم أخلاقه.

<<  <   >  >>