(٢) محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي، ثم البغدادي المقرئ المفسر أحد الأعلام ولد سنة ست وستين ومائتين وعني بالقراءات من صغره فقرأ على الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي سنة خمس وثمانين وعلى إدريس بن عبد الكريم وأحمد بن فرح المفسر والحسين بن الحسين الصواف، ورحل في طلب الإسناد فذكر أنه قرأ بدمشق على هارون الأخفش وبمصر على إسماعيل بن عبد اللّه النحاس، وقرأ على أبي ربيعة محمد بن إسحاق وعلى أبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي والقاسم بن أحمد الخياط ذكر هؤلاء الداني، وسمى له غيرهم وقال أيضا: وسمع الحروف من جماعة كبيرة، وطاف في الأمصار وتجول في البلدان، وكتب الحديث وقيد السنن، وصنف المصنفات في القراءات والتفسير، وطالت أيامه؛ فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه وورعه وصدق لهجته وبراعة فهمه وحسن اطلاعه واتساع معرفته، روى القراءة عنه عرضا خلق لا يحصى عددهم منهم محمد بن عبد اللّه بن أشتة ومحمد بن أحمد الشنبوذي والحسن بن محمد الفحام وعلي بن عمر الدارقطني والفرج بن محمد القاضي وشيخنا عبد العزيز بن جعفر، وقد سمع منه محمد بن أحمد الداجوني. قلت: ومات الداجوني قبله بنحو من أربعين سنة، وقرأ عليه أبو بكر بن مهران، وأبو الحسن الحمامي وعلي بن محمد العلاف وأبو الفرج بن عبد الملك النهرواني والحسن بن علي بن بشار السابوري وخلق آخرهم موتا أبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني وقد حدث عن أبي مسلم الكجي وإسحاق بن سنين الختلي وإبراهيم بن زهير الحلواني ومحمد بن علي الصائغ والحسن بن سفيان رحل إليه والحسين بن إدريس الهروي وطبقتهم وممن روى عنه شيخه ابن مجاهد وجعفر الخلدي وابن شاهين وأبو أحمد الفرضي وأبو علي بن شاذان وأبو القاسم الحرفي وهو مصنف كتاب شفاء الصدور في التفسير وقد أتى فيه بالعجائب والموضوعات وهو مع علمه وجلالته ليس بثقة وخيار من أثنى عليه أبو عمرو الداني فقبله وزكاه على أنه قال: حدثنا فارس بن أحمد سمعت عبد اللّه بن الحسين سمعت بن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق وقد فرغت من الأخفش فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر بن النقاش بيده رغيف فقال لي: ما فعل الأخفش. قلت: توفي قال: فانصرف النقاش، ثم قال: قرأ على الأخفش. قلت: عبد اللّه بن -