للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرن الرابع الهجري، حين حاول علماء القراءة استخلاص المباحث المتعلقة بأصوات العربية وظواهر النطق من كتب النحو وكتب القراءات وجمعوها في كتب خاصة مستقلة، وقد أطلق على مباحث هذه الكتب اسم علم التجويد.

ويذكر المؤرخون أن أول مؤلف مستقل في علم التجويد هو القصيدة التي نظمها أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى الخاقاني البغدادي المتوفى سنة ٣٢٥ هـ (١)، في حسن أداء القرآن، وعدة أبياتها واحد وخمسون بيتا، ومطلعها:

أقول مقالا معجبا لأولي الحجر ... ولا فخر إن الفخر يدعو إلى الكبر (٢).

وأول كتاب معروف اليوم ألّف بعد قصيدة أبي مزاحم هو كتاب (التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي) لأبي الحسن علي بن جعفر السعيدي المتوفى في حدود سنة ٤١٠ هـ، لكنه كتاب صغير الحجم، على الرغم من أهميته العلمية وقيمته التاريخية (٣).

وتتابع التأليف في علم التجويد منذ مطلع القرن الخامس الهجري إلى عصرنا هذا، فظهرت عشرات الكتب التي تنوعت مناهجها وأساليب تأليفها (٤)، وتتصدر تلك الكتب ثلاثة مؤلفات أندلسية هي:

١ - الرعاية لتجويد التلاوة وتحقيق لفظ التلاوة، لمكي بن أبي طالب القيسي (ت ٤٣٧ هـ) (٥).


(١) ابن الجزري: غاية النهاية ٢/ ٣٢١.
(٢) حققت القصيدة ونشرتها سنة ١٩٨٠ بجملة كلية الشريعة العدد السادس (ص ٣٤٨ - ٣٥٣) ونشرها الدكتور علي حسين البواب ثانية في مجلة المورد سنة ١٩٨٥ في المجلد ١٤ في العدد الأول (ص ١١٥ - ١٢٧).
(٣) حققت الكتاب ونشر في مجلة المجمع العلمي العراقي سنة ١٩٨٥، مج ٣٦ ج ٢ (ص ٢٤٠ - ٢٨٧).
(٤) ينظر: كتابي: الدراسات الصوتية ص ٢٣ - ٤٦.
(٥) حققه الدكتور أحمد حسن فرحات وطبع في دمشق سنة ١٩٧٤، وطبع في دار عمار/

<<  <   >  >>