للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان من تلامذة زيد الإمام مالك بن أنس (ت ١٧٩ هـ)، كما أخذ عنه التفسير ابنه عبد الرحمن (ت ١٨٢ هـ) الذي ألّف كتابا في (التفسير) وآخر في (الناسخ والمنسوخ) (١).

أما في الكوفة فإن أشهر علمائها في التفسير زمن التابعين تلامذة عبد الله بن مسعود، يقول مسروق بن عبد الرحمن (ت ٦٣ هـ)، أحد تلامذة هذه المدرسة:

«كان عبد الله يقرأ علينا السورة، ثم يحدثنا فيها، ويفسرها، عامة النهار» (٢)، ومن تلامذة هذه المدرسة أيضا علقمة بن قيس (ت ٦١ هـ)، والأسود بن يزيد النخعي (ت ٦٤ هـ)، وعبيدة بن عمرو السلماني (ت ٧٣ هـ)، ومرة بن شراحيل الهمداني (ت ٧٦ هـ) (٣).

وكان في البصرة في عصر التابعين مفسرون، أخذ عدد منهم التفسير عن ابن عباس مثل: أبي الشعثاء جابر بن زيد (ت ١٠٣ هـ) الذي أخذ التفسير عن ابن عباس، ومنهم قتادة بن دعامة السدوسي (ت ١١٨ هـ)، والحسن البصري (ت ١١٠ هـ)، والربيع بن أنس البصري (ت ١٣٩ هـ) نزيل خراسان (٤).

تلك هي المعالم البارزة لجهود التابعين في التفسير، وهي لا ترسم صورة كافية لتطور التفسير في هذه المرحلة التي تمثل البداية للتدوين المنظم لهذا العلم.

ولكن فقدان جل تفاسير هذه الفترة يستلزم تتبع الروايات المنقولة عن مفسري التابعين في التفاسير الكبيرة، مثل: تفسير الطبري، وابن كثير، والسيوطي، ويمكن من خلال ذلك إعادة تشكيل تلك التفاسير ودراستها، لكن ذلك يخرج عن طبيعة هذه المحاضرات وهدفها.


(١) الداودي: طبقات المفسرين ١/ ١٦٥.
(٢) الطبري: جامع البيان ١/ ٣٥.
(٣) ينظر: محمد حسين الذهبي: التفسير والمفسرون ١/ ١١٨ - ١٢٦.
(٤) ينظر: الزركشي: البرهان ٢/ ١٥٨، والسيوطي: الإتقان ٤/ ٢١٠.

<<  <   >  >>