للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والرابع: ما أنبأ من أخبار القرون السالفة والامم البائدة (١).

وأضاف إليها القاضي عياض وجوها أخرى، أهمها (٢):

أ- ما ورد من تعجيز قوم في قضايا، فما فعلوا.

ب- الروعة التي تلحق قلوب سامعيه، والهيبة التي تعتريهم عند تلاوته.

ج- كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا، مع تكفل الله تعالى بحفظه.

د- أن قارئه لا يمله، وسامعه لا يمجه.

هـ- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد العرب عامة ولا محمد صلى الله عليه وسلم قبل نبوته خاصة معرفتها ولا القيام بها.

٧ - وذهب علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت ٦٤٣ هـ) إلى أن إعجاز القرآن في أنه خارج في بديع نظمه وغرابة أساليبه عن معهود كلام البشر، مختص بنمط غريب لا يشبه شيئا من القول في الرصف والترتيب، لا هو من قبيل الشعر، ولا من ضروب الخطب والسجع، يعلم من تأمله أنه خارج عن المألوف، مباين للمعروف، متناسب في البلاغة، متشابه في البراعة، بريء من التكلف، منزّه عن التصنع والتعسف.

أما ما تضمنه القرآن العزيز من الإخبار عن المغيّب، وما أتى به من أخبار القرون الماضية والأمم الخالية، وبما كان من أول خلق الأرض والسماء إلى انقضاء الدنيا، فذلك- في رأي علم الدين السخاوي- ليس مما تحداهم به، ولكنه دليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم (٣).

٨ - وجعل أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (ت ٦٨٤ هـ) وجوه إعجاز القرآن


(١) الشفا ١/ ٤٩١ و ٥١١ و ٥٢٢، وينظر: السيوطي: الإتقان ٤/ ١٦.
(٢) الشفا ١/ ٥٢٦ و ٥٢٩ و ٥٣٣ و ٥٣٥ و ٥٣٦.
(٣) جمال القراء ١/ ٤٤.

<<  <   >  >>