للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزجاج: كلاهما واحد (١).

قلت: وعند التأمل يتبين أن الأمر كما قال الزجاج، وأن حاصل معنى القراءتين ومؤداهما واحد.

ومعنى الآية: لا تقطعوا أمرا دون الله ورسوله، ولا تتعجلوا به (٢).

ثم قال ابن جرير: «وقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ يقول: وخافوا الله أيها الذين آمنوا في قولكم، أن تقولوا ما لم يأذن لكم به الله ولا رسوله، وفي غير ذلك من أموركم، وراقبوه إن الله سميع لما تقولون، عليم بما تريدون بقولكم إذا قلتم، لا يخفى عليه شيء من ضمائر صدوركم، وغير ذلك من أموركم، وأمور غيركم» (٣).

[المطلب الثاني: معنى التقدم لغة وفي أقوال المفسرين]

[أولا: معنى التقدم لغة]

أصل هذه الكلمة «قدم» يدل على السبق، قاله ابن فارس (٤).

وبذلك فسره الفيروزابادي (٥)، فقال بعد ذكر قوله تعالى: ﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ


(١) انظر: زاد المسير ٧/ ٤٥٥، ٤٥٦.
(٢) انظر: المغني في توجيه القراءات العشر (٣/ ٢٥٨)، والمبسوط في القراءات العشر ص
(٤١٢).
(٣) انظر: جامع البيان للطبري (٢٦/ ١١٦، ١١٧).
(٤) هو أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، الرازي، من أئمة اللغة، والأدب، قرأ على البديع الهمداني، والصاحب بن عباد، وغيرهما، له كتاب معجم مقاييس اللغة، والمجمل، مات سنة ٣٩٥ هـ. انظر: الأعلام (١/ ١٩٣). وانظر قوله في: معجم مقاييس اللغة (٥/ ٦٥).
(٥) هو مجد الدين، محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، أبو طاهر الفيروزابادي، من أئمة اللغة، والأدب، ولد بكارزين من أعمال شوران، سنة (٧٢٩ هـ)، رحل إلى العراق، والشام، ومصر، ثم استقر في زبيد باليمن، له كتاب: القاموس المحيط، وبصائر ذوي التمييز، وغيرهما، مات سنة (٨١٧ هـ). انظر: الأعلام (٧/ ١٤٦).

<<  <   >  >>