للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكى الجوهري (١)، عن أبي زيد (٢): سخرت به، وهو أردأ اللغتين.

وقال الأخفش (٣): سخرت منه، وسخرت به، وضحكت منه، وضحكت به، وهزءت منه، وهزئت به، كل يقال (٤).

[ثانيا: السخرية في أقوال المفسرين وغيرهم]

لقد تكلم المفسرون على المعنى المراد بقوله: ﴿لا يسخر قوم من قوم﴾ فمن أقوالهم:

١ - قال مجاهد: هو سخرية الغني بالفقير.

٢ - وقال ابن زيد: لا يسخر من ستر الله ذنوبه ممن كشفه الله.

٣ - قال الطبري بعد إيراد القولين السابقين: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله عم بنهيه المؤمنين أن يسخر بعضهم من بعض جميع معاني السخرية، فلا يحل لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لفقره، ولا لذنب ركبه، ولا لغير ذلك» (٥).


(١) هو إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصر، لغوي، من الأئمة، أشهر كتبه الصحاح، وله العروض، سافر إلى الحجاز، وطاف البادية، ثم رجع إلى خراسان، وأقام بنيسابور، حاول الطيران فمات بسبب ذلك سنة (٣٩٣ هـ). انظر: الأعلام (١/ ٢١٣).
(٢) هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، أحد أئمة اللغة، والأدب، ولد سنة (١١٥ هـ)، كان من ثقات اللغويين، ويرى رأي القدرية، له كتاب النوادر في اللغة، والهمز، ولغات القرآن، مات بالبصرة سنة (٢١٥ هـ). انظر: الأعلام (٣/ ٩٢).
(٣) هو سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، المعروف بالأخفش الأوسط، نحوي عالم باللغة والأدب، أخذ عن سيبويه، وألف معاني القرآن، والاشتقاق، وغيرهما، مات سنة (٢١٥ هـ). انظر: الأعلام (٣/ ١٠١).
(٤) انظر: الصحاح للجوهري (٢/ ٦٧٩)، مادة: "سخر".
(٥) انظر: جامع البيان للطبري (٢٦/ ١٣١)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٦/ ٣٢٥).

<<  <   >  >>