للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثانيا: ما ورد في النهي عن الغيبة]

لقد وردت نصوص كثيرة في تحريم الغيبة، منها:

١ - قوله تعالى: ﴿ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه﴾ [الحجرات: ١٢].

٢ - ما رواه أحمد، وأبو داود، عن أنس، قال: قال رسول الله : «لما عرج بي، مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم» (١).

٣ - ما رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، عن عائشة، ، قالت: قلت للنبي حسبك من صفية كذا وكذا. قال غير مسدد (٢) تعني قصيرة، فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته»، قالت: وحكيت له إنسانا، فقال: «ما أحب أني حكيت إنسانا، وإن لي كذا وكذا» (٣).

قال النووي في الأذكار (٤): «وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة، أو أعظمها، وما أعلم شيئا من الأحاديث يبلغ في الذم لها هذا المبلغ، ﴿وَمَا يَنْطِقُ


(١) رواه أحمد في مسنده (٢١/ ٥٣)، ح (١٣٣٤٠)، وأبو داود في سننه (٤/ ٢٦٩)، ح
(٤٨٧٨)، كتاب الأدب، باب في الغيبة، والحديث صححه الألباني في الصحيحة، ح
(٥٣٣).
(٢) هو مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسدي، البصري، أبو الحسن، ثقة، حافظ، يقال إنه أول من صنف المسند بالبصرة، ويقال اسمه عبد الملك بن عبد العزيز، ومسدد لقبه، مات سنة (٢٢٨ هـ). انظر: التقريب ص (٩٣٥).
(٣) تقدم تخريجه في ص ٤٣.
(٤) ص ٣٠٠.

<<  <   >  >>