للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس: النهي عن الغيبة]

قال تعالى: ﴿وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: ١٢].

[المطلب الأول: التفسير الإجمالي للآية]

نهى الله عن الغيبة في قوله: ﴿ولا يغتب بعضكم بعضا﴾، والغيبة كما فسرها النبي هي: ذكرك أخاك بما يكره (١).

فلا يجوز لعباد الله المؤمنين أن يقول بعضهم لبعض بظهر الغيب ما يكره المقول له ذلك في وجهه، ثم ضرب الله مثلا منفرا من الغيبة، فقال: ﴿أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه﴾، فقد شبه الغيبة بأكل لحم الإنسان الميت، وهو مكروه للنفوس غاية الكراهية.

والاستفهام في قوله: ﴿أيحب أحدكم﴾ تقريري، لتقرير كراهة أكل لحم الميت عند كل سامع.

ثم قال ﴿واتقوا الله﴾ أي: فيما أمركم به، ونهاكم عنه، فراقبوه في ذلك، واخشوا منه، ﴿إن الله تواب رحيم﴾ والتواب الذي يأذن بتوبة عبده، فيوفقه لها، ثم يتوب عليه بقبول توبته، (رحيم) بعباده حيث دعاهم إلى ما ينفعهم، وقبل منهم التوبة (٢).


(١) ستأتي تخريج الحديث قريبا.
(٢) تم تلخيصه من جامع البيان للطبري (٢٦/ ١٣٥)، والجامع لأحكام القرآن (١٦/ ٣٣٥)، وتفسير القرآن لابن كثير (٦/ ٣٧٩)، وفتح القدير (٥/ ٦٦)، وروح المعاني (٢٦/ ١٥٨)، وتيسير الكريم الرحمن (٥/ ٧٣، ٧٤)، والتحرير والتنوير (٢٦/ ٢٥٤، ٢٥٥).

<<  <   >  >>