للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدي كلامه.

٣ - وقال مجاهد: «لا تفتاتوا على رسول الله بشيء حتى يقضي الله على لسانه».

٤ - وقال قتادة: ذكر لنا أن أناسا كانوا يقولون: لو أنزل في كذا، لو أنزل في كذا وكذا، قال فكره الله ﷿ ذلك، وقدم فيه.

٥ - قال الحسن: هم قوم نحروا قبل أن يصلي النبي ، فأمرهم النبي أن يعيدوا الذبح.

٦ - وقال الضحاك: لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله من شرائع دينكم.

٧ - وقال ابن زيد: لا تقطعوا الأمر دون الله ورسوله.

٨ - وقال سفيان (١): لا تقضوا أمرا دون رسول الله (٢).

قلت: وكل هذه الأقوال حق، وهي من باب اختلاف التنوع، لا اختلاف التضاد (٣). فمؤداها واحد، والآية شاملة لجميعها، كما قال الألوسي في تفسيره (٤) بعد إيراده لجملة من أقوال المفسرين في ذلك: «ثم إن كل ذلك من باب بيان حاصل المعنى في الجملة».


(١) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه عابد، إمام حجة، وكان ربما دلس، مات سنة (١٦١ هـ)، وله أربع وستون سنة. انظر: التقريب ص (٣٩٤).
(٢) انظر: جامع البيان للطبري (٢/ ١١٦، ١١٧)، وتفسير القرآن لابن كثير (٧/ ٣٦٤)، والدر المنثور (٧/ ٥٤٦).
(٣) وأكثر الخلاف الوارد بين السلف في التفسير من هذا الباب، كما حققه شيخ الإسلام، ابن تيمية في مقدمة التفسير. انظر: مجموع الفتاوى له (١٣/ ٣٣٣).
(٤) انظر: روح البيان له (٢٦/ ١٣٣).

<<  <   >  >>