للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - ما جاء عن ثابت بن قيس بن شماس (١): رواه البخاري، ومسلم، وأحمد، واللفظ له عن أنس قال: «لما نزلت هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي﴾ إلى ﴿وأنتم لا تشعرون﴾، وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله حبط عملي، أنا من أهل النار، وجلس في أهله حزينا، ففقده رسول الله ، فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله ، ما لك؟ قال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي ، وأجهر له بالقول، حبط عملي، أنا من أهل النار، فأتوا النبي فأخبروه بما قال، فقال: «لا، بل هو من أهل الجنة»، قال أنس: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا، ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس، وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بئسما تعودون أقرانكم، فقاتلهم حتى قتل» (٢).


(١) هو صاحب رسول الله ، ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، الخزرجي، خطيب الأنصار، من كبار الصحابة، بشره النبي بالجنة، واستشهد باليمامة، فنفذت وصيته بمنام رآه خالد بن الوليد. انظر: التقريب ص (١٨٦).
(٢) أخرجه بهذا اللفظ أحمد في مسنده (١٩/ ٣٩١)، ح (١٢٣٩٩)، وأخرجه مع بعض الاختلاف البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، سورة الحجرات، باب ﴿لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي﴾. انظر: الفتح (٨/ ٤٥٤)، ح (٤٨٤٦)، ومسلم في صحيحه (١/ ١١٠)، ح (١١٩)، كتاب الإيمان، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله.

<<  <   >  >>