وله من الولد: أبو العباس أحمد وهو الذي تولى الخلافة بعده، وأبو منصور هاشم.
بويع يوم توفي والده المستنجد بيعة خاصة بايعه أهل بيته، ثم جلس المستضيء بأمر الله بكرة الأحد تاسع ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة فبايعه الناس، وصلى في التاج يومئذ على والده المستنجد، ونودي برفع المكوس، ورُدت مظالم كثيرة، وأظهر العدل والكرم، وفرق الإمام المستضيء بأمر الله مالا عظيما على الهاشميين، والعلويين، والعلماء، والأربطة، وكان دائم البذل للمال، ليس له عنده وقع، وخلع على أرباب الدولة، والقضاة، والجند، وجماعة من العلماء، ثم أذن للوعاظ في الوعظ بعد أن كانوا قد منعوا مدة، وخطب له على منابر بغداد يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر.
وأنشد الحيص بيص:
أقول وقد تولى الأمر خير ... ولي لم يزل برا تقيا
وقد كشف الظلام بمستضيء ... غدا بالخلق كلهم حفيا
وفاض الجود والمعروف حتى ... حسبناه حبابا أو أتيا
بلغنا فوق ما كنا نرجي ... هنيئا يا بني الدنيا هنيا
سألنا الله يرزقنا إماما ... نسر به فأعطانا نبيا
ونعتذر له عن قوله:" فأعطانا نبيا " أنه يريد وصفه في السيرة والاقتداء.
مرض المستضيء بأمر الله واشتد به المرض وكثرت الأراجيف بموته ولم يتحقق الناس ذلك وكانت الأسواق تغلق في أكثر الأوقات لا يجسر أحد أن يبيع ويشتري