للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملك الخامس والعشرون من ملوك بني العباس: القادر: الخامس والعشرون من خلفاء الدولة العباسية، وهو القادر بالله أبو العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر.

أمه أم ولد اسمها تمني، مولاة عبد الواحد بن المقتدر، وكانت من أهل الدين.

ولد في يوم الثلاثاء التاسع من ربيع الأول سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

بويع بالخلافة بعد خلع الطايع ودخل القادر دار الخلافة ثاني عشر شهر رمضان، وبايعه الناس، في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وخطب له يوم الجمعة الثالث من شهر رمضان، وكان القادر حسن الطريقة، كثير المعروف، مائلا إلى الخير والتدين، صنف كتابا في فضل الصحابة وذم الروافض وكان يُقرأ في المساجد والجوامع.

جدّد القادر معاهد الخلافة وأنار أعلامها، وكشف غُمم الفتنة وجلّى ظلامها، وقَدِر من صلاحها على ما لم يقدر عليه سواه وسلك من طريق الزهد والورع ما تقدّمت فيه خطاه، فكان راهب بنى العباس حقّا وزاهدهم صدقا. ساس الدنيا والدين وأغاث الإسلام والمسلمين واستأنف في سياسة الأمر طرائق قويمة ومسالك مأمونة سليمة لم تعرف منه زلّة ولا ذمّت له خلّة. فطالت أيّامه وطابت أخباره واقتفيت آثاره.

مات القادر بالله يوم الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وعمره ست وثمانون سنة وعشرة أشهر، وخلافته إِحدى وأربعون سنة وشهر (١).


(١) المختصر في أخبار البشر ٢/ ١٢٨، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم ١٤/ ٣٥٣، ١٥/ ٢١٧، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ١٢٨، ١٥٨، وتجارب الأمم وتعاقب الهمم ٧/ ٢٤٤، ٢٤٦، ٢٤٧، وسمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ٣/ ٤٩٦، وأخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٣.

<<  <   >  >>