للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توفي بسُرَّ مَنْ رأى يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة وقيل: في سنة سبع وعشرين ومائتين، وقيل لثلاث بقين منه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وكانت خلافته خمس سنين وشهرين وأحد عشر يوما وقيل وثلاثة أشهر وخمسة عشر يوما، وقيل: تسعة أشهر وستة أيام، وهو ابن اثنتين وأربعين سنة (١).

الملك العاشر من ملوك بني العباس: المتوكل: عاشر خلفاء الدولة العباسية، وهو أخو الواثق، المتوكل على الله أبو الفضل جعفر بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد.

أمه أم ولد اسمها شجاع، ولد سنة سبع ومئتين.

بويع في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

كان أسمر مليح العين نحيف الجسم خفيف العارضين إلى القصر أقرب.

وكانت خلافته بداية لما يسمى بعصر نفوذ الأتراك، وكان في أول أمره يدني أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي حتى جعله كبير القضاة، وفي سنة سبع وثلاثين ومائتين غضب عليه وقبض ضياعه وأمواله وحبسه، وأظهر السنة وتكلم بها في مجلسه وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة وبسط أهلها ونصرهم، وأمر بترك الجدل الذي أثير في عهد المأمون والمعتصم، وكتب بذلك إلى الأمصار الإسلامية مما كان له أكبر الأثر في نفوس المسلمين، فكان من حسناته أن الله رفع محنة القول بخلق القرآن في خلافته وعاد الأمر إلى أهل السنة، وأشهر القول ببدعة


(١) تلقيح فهوم أهل الأثر ١/ ٦٤، والتنبيه والإشراف ١/ ٣١٢، ٣١٣، ونقض الدارمي على المريسي ١/ ٢٢، وتجارب الأمم وتعاقب الهمم ٤/ ٢٨٣، وأخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٢، وتاريخ دمشق لابن عساكر (٧٣/ ٣٢٣.

<<  <   >  >>