للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولد بسر من رأى في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وكان أعين، قصيرا، أقنى، أسمر، ضخم الهامة، عظيم البطن، جسيما، مليح الوجه، مهيبا، على عينه اليمنى أثر وقع أصابه وهو صغير.

وأمه أم ولد، رومية، يقال لها: حبشية.

لقبه المنتصر بالله تولى الخلافة بعد أن قتل أباه في سنة سبع وأربعين ومائتين، وبادر بخلع أخويه: المعتز، والمؤيد، من ولاية العهد، ومال إلى العلويين، وسمح لهم بزيارة قبر الحسين، وأدنى منه الأتراك، ثم ما لبث أن قلب لهم ظهر المجن، فتآمروا مع طبيبه على قتله بالسم وكان ذلك، فمات سنة ثمان وأربعين ومائتين، وعمره ست وعشرون سنة، وصالح المنتصر أخويه عن إرثهم من أبيهم على أربعة عشر ألف ألف درهم، وأشهد عليهم بذلك (١).

قتل أباه، وخلع أخويه، وكان الجزاء من جنس العمل، ولا أستبعد أن ذلك كان بمشورة من الأتراك الذين قربهم. وكانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرة أيام وقيل سبعة (٢).

الملك الثاني عشر من ملوك بني العباس: المستعين: ثاني عشر خلفاء الدولة العباسية، تولى الخلافة في اليوم الّذي توفى فيه المنتصر، في سنة ثمان وأربعين ومائتين.


(١) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ١١/ ٣٥٣، ٣٥٤، وأخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٢.
(٢) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ٣/ ٤٧١، أخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٢، ونقض الإمام الدارمي على المريسي ١/ ٢٣.

<<  <   >  >>