للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كثر صلاح الناس في عهده فكانوا يلتقون فيقول الرجل للرجل: ما وِرْدك الليلة؟ وكم تحفظ من القرآن؟ ومتى ختمت، ومتى تختم؟ ، عكس ما كان تقاولهم في عهد سليمان (١).

توفي عمر بن عبدالعزيز بدير سمعان من أرض حمص، يوم الجمعة لخمس بقين من رجب، سنة إحدى ومائة، وصلى عليه يزيد بن عبدالملك بن مروان، وهو ابن تسع وثلاثين سنة وستة أشهر، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام (٢)، رحمة الله علينا وعليه.

هذا من فضائله وقصته رحمه الله في الأمر بتدوين العلم مشهورة معلومة، ولا شك أنه استأنس برأي العلماء، وكان أول من حقق له هذه الغاية الإمام الزهري رحمه الله، وكان يفخر بذلك ويقول: لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني (٣).

الملك السابع من ملوك بني أمية: يزيد بن عبدالملك: وهو الخليفة الثاني عشر في عداد الخلفاء، وهو أبو خالد يزيد بن عبدالملك بن مروان، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

ولد سنة إحدى أو اثنتين وسبعين.

بويع يزيد بن عبدالملك بن مروان في سنة إحدى ومائة، بعهد من أخيه سليمان بعد عمر بن عبدالعزيز، وكان جسيما أبيض مدور الوجه أفقم متقدم الثنايا السفلى، لم يشب.


(١) المنتظم في تأريخ الملوك والأمم ٦/ ٢٦٨.
(٢) تأريخ خليفة بن خياط ١/ ٣٢١
(٣) تأريخ الطبري ٦/ ٥٧٤، والرسالة المستطرفة.

<<  <   >  >>