للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان رَبع القامة الى القصر ما هو، دري اللون، صغير العينين، أحور حسن الوجه واللحية أصهبها، أفضت الخلافة إليه، وهو صغير، غِرّ، تَرِف، لم يعان الأمور، ولا وقف على أحوال الملك، فكان الأمراء والوزراء والكتاب، يدبرون الأمور، ليس له في ذلك حل ولا عقد، ولا يوصف بتدبير ولا سياسة وغلب على الأمر النساء والخدم وغيرهم، فذهب ما كان في خزائن الخلافة من الأموال والعدد بسوء التدبير الواقع في المملكة، فأداه ذلك الى سفك دمه، واضطربت الأمور بعده، وزال كثير من رسوم الخلافة (١).

الملك التاسع عشر من ملوك بني العباس: القاهر: تاسع عشر خلفاء الدولة العباسية، وهو القاهر محمد بن أحمد المعتضد، ويكنى أبا منصور، وأمه أم ولد، تسمى قبول.

بويع بالخلافة يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلاثمائة.

وسبب خلافته، أن محمد بن المكتفي بالله، خوطب في تولى الخلافة فامتنع وقال: عمي أحق بالأمر، فخاطب عمه القاهر، فأجاب وحلف وبايعه الأعيان والقضاة، وذلك سَحَر يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال.

وكان فص خاتمه ياقوتا أحمر وعليه منقوش: "بالله محمد الإمام القاهر بالله أمير المؤمنين يثق".

ثم خُلع وسُملت عيناه يوم الأربعاء لخمس خلون من جمادى الاولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وله ست وثلاثون سنة وأشهر.


(١) أخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٣، وتاريخ الطبري ١٠/ ١٣٩، ١١/ ١٩١، ٢٨٤، والتنبيه والإشراف ١/ ٣٢٦، ٣٢٧، ٣٢٨.

<<  <   >  >>