للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يكن في الخلفاء من اسمه جعفر إلا جعفر المتوكل، وجعفر المقتدر، وكان مقتلهما جميعا في شوال قتل المتوكل ليلة الأربعاء لثلاث ليال خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، وقتل المقتدر بين خاصته دون سائر من كان معه يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال وتولى قتل المقتدر موالي أبيه المعتضد.

ولد ليله الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان من سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

وأمه أم ولد يقال لها: شغب.

بويع بالخلافة يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة، سنه خمس وتسعين ومائتين، وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة وشهر واحد، وواحد وعشرين يوما، وكانت البيعة للمقتدر في القصر المعروف بالحسنى، فلما دخله ورأى السرير منصوبا أمر بحصير صلاة فبسط له، وصلى أربع ركعات، وما زال يرفع صوته بالاستخارة ثم جلس على السرير، وبايعه الناس، ولم يل الخلافة أصغر سنا منه.

جرت محاولة خلع المقتدر وتنصيب ابن المعتز يوم السبت للنصف من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين، ولم تنجح، فقبض على ابن المعتز وقتل، وصفا الأمر للمقتدر، ثم خلع بعد ذلك، وأزيل عن سرير ملكه، وأخرج عن دار الخلافة للنصف من المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثم تبايع أشياع المقتدر وخواصه، فأعيد إلى سرير ملكه، وجددت له البيعة، وصفا له الأمر، وذلك في يوم الاثنين، لسبع عشرة ليلة خلت من المحرم من هذه السنة، وخرج المقتدر فيمن بايعه من الجيوش للقاء الخارجين عليه، فقتل بظاهر مدينة السلام، مما يلي الشماسية، يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من شوال سنة عشرين وثلاثمائة، وله ثمان وثلاثون سنة وشهر وسبعة عشر يوما.

<<  <   >  >>