للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكرها، فوجه إليه يسأله تقديم ابنه عليه بولاية العهد، ويرغبه في ذلك ويرهبه، فأبى وقوّى الفضل بن سهل ذو الرئاستين عزمه على محاربته.

فلما عادت الرسل إلى الأمين بذلك بايع لابنه موسى ولقبه "الناطق بالحق" وهو يومئذ صبي صغير (١).

قلت ليس هذا من الوفاء لعهد والده، وليس من المروءة مع أخيه، وهو من طيش الملك ونشوته.

وبعد مواجهة انتهت بكسر من أرسل الأمين، وذلك لعشر خلون من شعبان سنة خمس وتسعين ومائة، وحينئذ سُلّم على المأمون بإمرة المؤمنين، وبعث كل منهما جهده في الانتصار، ولكن المأمون دالت له أمور، فوجه إلى الأمين من قتله، وأنفذ رأسه إليه في خراسان.

وكان مقتل الأمين ليلة الأحد لخمس ليال بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، وله ثلاث وثلاثون سنة، وكانت خلافته أربع سنين وسبعة أشهر وعشرة أيام (٢).

الملك السابع من ملوك بني العباس: المأمون: سابع خلفاء الدولة العباسية، وهو عبدالله بن هارون الرشيد، وأمه أم ولد باذغيسية تسمى مراجل، ماتت بعد ولايته بقليل.

ولد ليلة استخلف الرشيد في النصف من ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وكان يكنى أبا العباس في أيام الرشيد، وتكنى في خلافته بأبي جعفر تفاؤلا بكنية


(١) التنبيه والإشراف ١/ ٢٩٩، ٣٠٠، ٣٠١.
(٢) التنبيه والإشراف ١/ ٢٩٩، ٣٠٠، ٣٠١، ٣٠٢.

<<  <   >  >>