للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فارتحل منها وأوغل في بلاد المغرب حتى انتهى إلى قرية يقال لها: بوصير (١) فنزل في دار رئيسها وكان وصوله إليها ضحوة النهار، واتفق أنه اتهم قائدا من قواده بأنه يكاتب بنى العباس ويميل إليهم فأمر بسلّ لسانه من قفاه، ففعل به ذلك في دار ذلك الرئيس، فنزلت سنّورة من الدرجة فرأت اللسان فاختطفته وأكلته، وفي عشية ذلك اليوم وصل عسكر عبدالله بن عليّ إلى تلك القرية ودخلوا الدار التي فيها مروان وسلّوا لسانه من قفاه، ورموه على الأرض، فجاءت تلك السنّورة بعينها فأخذته وأكلته.

ثم بلغهم ما فعل بذلك القائد في صبيحة ذلك اليوم فتعجبوا من ذلك حتى قال واحد منهم: لو لم يكن من عجائب الزمان إلا أنّا رأينا لسان مروان بن محمد ملك الشرق والغرب في فم هرّة تمضغه لكفانا ذلك (٢).

وهنا أسدل الستار على ملوك بني أمية، وعددهم اثنى عشر ملكا عدا عبدالله بن الزبير فليس أمويا، وسبحان من له الملك الدائم في الدنيا والآخرة.

وقد ضرب صبرا عنق عمارة بن عمرو الزهراني لما قال حين قتل الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان: "لئن انتضيت سيفي لا أغمده وفي الأرض قرشي حتى أقتله" وعمارة هو ابن أبي كلثم خالد بن معمر بن وهب بن زهير بن عمرو بن عامر بن غنم بن غنام بن أسامة بن مالك بن عامر بن حرب بن سعد ين ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب.

ويشمل ظهر الإسلام زمن ملوك بن العباس


(١) بوصير: بالفيوم، من أرض مصر، وبها قتل مروان أخر خلفاء بني أمية بالمشرق (برنامج التجيبي ١/ ٨٠).
(٢) الإنباء في تأريخ الخلفاء ١/ ٥٣.

<<  <   >  >>