الملك الثامن والعشرون من ملوك بني العباس: المستظهر: الثامن والعشرون من خلفاء الدولة العباسية، وهو المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المتقدي بن محمد القائم عبدالله بن القادر أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر بن المعتضد بن الموفق طلحة بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد.
أمه أم ولد.
بويع المستظهر بالخلافة بعد ثلاثة أيام من موت والده المقتدي، سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وكان عمره ست عشرة سنة وشهرين.
كان كريم الأخلاق، لين الجانب، سخي النفس، مؤثرا للإحسان، حافظا للقرآن، محبا للعلم، منكرا للظلم، فصيح اللسان، له شعر مستحسن منه قوله:
أذاب حر الهوى في القلب ما جمدا ... يوما مددت على رسم الوداع يدا
فكيف أسلك نهج الاصطبار وقد ... أرى طرائق في مهوى الهوى قددا
قد أخلف الوعد بدر قد شغفت به ... من بعد ما قد وفي دهرا بما وعدا
إن كنت أنقض عهد الحب في خلدي ... من بعد هذا فلا عاينته أبدا
توفي المستظهر في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بعلّة الاستسقاء، وحين اشتدت به العلّة في الليلة التي مات فيها جعل ولاية العهد للمسرشد.