للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨٩. هُمُ الزُّكَاةُ بَيْنَ الناسِ قاطِبَةً ... مُنَجَّذُوّنَ على التَّدْرِيْبِ والرُّتَبِ

٩٠. أَوْصِيْهُمُوْا بَعْدَ تَقْوَى اللهِ يَحْتَسِبُوْا ... أَعْمالَهُمْ في جَلاءِ الشَّكِّ والرِّيَبِ (١).

الملك التاسع من ملوك بني العباس: الواثق: تاسع خلفاء الدولة العباسية، وهو الواثق بالله أبو جعفر هارون بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد، وأمه أم ولد تسمى قراطيس.

ولد بطريق مكة سنة تسعين ومائة، وقيل: ولد سنة ست وتسعين ومائة وقيل: سنة أربع وتسعين.

بويع له في الوقت الّذي توفى فيه والده المعتصم، وهو يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومئتين، ورد رسوله بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم، فلم يظهر ذلك، ودعا للمعتصم على منبر بغداد وهو ميت، فلما كان الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس.

ومن سيئاته: أنه سار سيرة والده في الانتصار للمعتزلة، والقول بخلق القرآن، فقد أمر بامتحان أهل الثغور في القرآن، فقالوا جميعا بخلقه إلّا أربعة نفر فأمر الواثق بضرب أعناقهم، وتشدد في فرض آرائه، مما أثار أهل بغداد عليه، كما لاحظ المؤرخون في عهده الضعف الذي شاب السياسة الإدارية، يذهب في كثير من أموره مذاهب المأمون، شغل نفسه بمحنة الناس في الدين فأفسد قلوبهم، وأوجدهم السبيل إلى الطعن عليه ونقش خاتمه "الله ثقة الواثق".


(١) قوم هذه القصيدة وأجاز نشرها أخي وزميلي فضلة الأستاذ الدكتور إبراهيم نور سيف، عضو هيئة التدريس بكلية الحديث/ قسم علوم الحديث.

<<  <   >  >>