للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان مليح الشخص، أبيض اللون، حسن الوجه، صغير الفم، بعارضه شيب، ربعة من الرجال، ليس بالطويل ولا بالقصير، معتدل الجسم، مشربا بالحمرة، أسود الشعر، سبطا، خفيف العارضين، أكحل، أقنى الأنف (١).

الملك الثالث والعشرون من ملوك بني العباس: المطيع: الثالث والعشرون من خلفاء الدولة العباسية، وهو المطيع لله الفضل بن جعفر المقتدر باللَّه، ويكنى أبا القاسم.

وأمه أم ولد صقلبية، تسمى مشعلة، وقيل: مشغله، وتوفيت في مستهل ذي الحجه سنه خمس وأربعين وثلاثمائة.

بويع بالخلافة يوم الخميس لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وكان له يوم بويع: ثلاث وثلاثون سنة، وخمسة أشهر، وأيام، بايعه معز الدولة، وأحضر المستكفي إليه، فسلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخلع، وسُمل واعتُقل عنده، وكان لما ولي المستكفي بالله الخلافة، خافه المطيع; لأنه كان بينهما منازعة، وكان كل منهما يطلب الخلافة، وهو يسعى فيها، فلما ولي المستكفي خافه واستتر منه، فطلبه المستكفي أشد الطلب، فلم يظفر به، فلما قدم معز الدولة بغداد، قيل: إن المطيع انتقل إليه، واستتر عنده، وأغراه بالمستكفي حتى قبض عليه وسمله.

ثم ظهر ما كان المطيع لله يستره من مرضه وتعذر الحركة عليه وثقل لسانه بالفالج، فدعاه حاجب عز الدولة "سبكتكين" إلى خلع نفسه وتسليم الأمر إلى ولده الطائع لله، ففعل ذلك، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة، فكانت مدة خلافة المطيع تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يوما،


(١) تاريخ الطبري ١١/ ٣٤٩، والكامل في التاريخ ٧/ ١٣٤، ١٥٩، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم ١٤/ ٤٠، والتنبيه والإشراف ١/ ٣٤٥، وأخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٣.

<<  <   >  >>