للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث احتملتهم، فوجدوا حيث ألقتهم صرعى، ولبعضهم أنين، وهم صم وبكم وعمى، فماتوا عن آخرهم في يومهم.

وتوفي الخليفة المقتفي يوم الأحد ثالث ربيع الأول وقيل: الآخر، وقيل: رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة مدة خلافته خمس وعشرون سنة وثلاثة أشهر ونصف، وعمره سبع وستون سنة وشهر واحد (١).

الملك الثاني والثلاثون من ملوك بني العباس: المستنجد: الثاني والثلاثون من خلفاء الدولة العباسية، وهو المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفي لأمر الله محمد بن المستظهر أحمد بن المقتدي.

أمه أم ولد حبشية اسمها طاوس.

ولد مستهل ربيع الآخر سنة عشر وخمسمائة.

بويع له يوم وفاة والده، وكان أديبا فاضلا أهلا للخلافة.

حكي أنه قبل أن يستخلف رأى في منامه أن ملَكا نزل من السماء فكتب في كفه خمس خاءات، فلما أصبح سأل عن تعبير ذلك فقيل له: إنك ستلي الخلافة سنة خمس وخمسين وخمسمائة، فكان كذلك وليها سنة خمس وخمسين وخمسمائة فالخاء الأولى للخلافة وكان موصوفا بالعدل والديانة أبطل المكوس وقام كل القيام على المفسدين روى أنه سجن رجلا كان يسعى بالفساد في الناس فجاء إليه رجل وبذل فيه عشرة آلاف دينار فقال المستنجد له أنا أعطيك عشرة آلف دينار على


(١) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ٣/ ٥٠٥، ٥٠٦، وأخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٤، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم ١٧/ ٣١٣، والكامل في التاريخ ٩/ ٧٧، البداية والنهاية ١٦/ ٣١٠، المختصر في أخبار البشر ٣/ ٤٩.

<<  <   >  >>