له ما رأيت، فقال: إن خرج منك هذا الأمر قتلتك، فلم أزل ساكتا عن بث هذا الأمر مدة حياة ذلك الأمير خوفا منه.
توفي المستنجد يوم السبت ثالث ربيع الآخر، سنة ست وستين وخمسمائة، ومدة خلافته اثنتا عشرة سنة إلا يوما أو يومين، وعمره سبع وأربعون سنة وقيل: تسع وأربعون وشهر، وكان أسمر طويل اللحية.
وقال ابن الجوزي: توفي يوم الثلاثاء بعد الظهر، ثامن ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمسمائة، وحضرتُ الصلاة يوم الأحد قبل الظهر في التاج، ودفن في الدار، وبلغ من العمر ثمان وأربعين سنة، وكانت ولايته إحدى عشرة سنة وشهرا.
وكان سبب موته أنه مرض واشتد مرضه، فاتفق الحاقدون مع الطبيب على أن يصف له ما يهلكه، فوصف له دخول الحمام، فامتنع منه لضعفه، ثم إنه دخلها وغُلِّق عليه الباب، ومات (١).
الملك الثالث والثلاثون من ملوك بني العباس: المستضيء: الثالث والثلاثون من خلفاء الدولة العباسية، وهو الحسن بن يوسف المستنجد بالله، يكنى: أبا محمد.
وأمه أرمنية تدعى: غضة، وقيل: عصمت.
ولد في سادس شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
ولم يكن في الخلافة من اسمه الحسن ويكنى أبا محمد إلا الحسن بن علي - رضي الله عنه - وهذا، فقد اشتركا في الاسم والكنية والكرم.
(١) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ٣/ ٥٠٧، ٥٠٨، ٥٠٩ وتاريخ الإسلام ٣٩/ ٢٥٨، وأخبار الدولة العباسية (١/ ٤١٤، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ١٨/ ١٩٥، المختصر في أخبار البشر ٣/ ٤٩.