للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو أحمد بن محمد بن محمد المعتصم، ويكنى أبا عبدالله، وأمه أم ولد يقال لها: مخارق، وغلب على التدبير والأمر والنهي، أوتامش ابن أخت بغا الكبير، وجرت أمور منها خروج شرذمة من الأتراك يقولون: يا معتز يا منصور، وخلافات أدت إلى خلع المستعين نفسه، وسلّم الخلافة الى المعتز لليلتين خلتا من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومئتين، وقتل بقادسية سُرَّ مَنْ رأى يوم الأربعاء لثلاث ليال خلون من شوال في هذه السنة، وهو ابن خمس وثلاثين سنة، فكانت خلافته منذ بويع إلى أن خلع ثلاث سنين وثمانية أشهر وثمانية وعشرين يوما، ومنذ خلع إلى أن قتل تسعة أشهر، وكان أبيض حسن الوجه، ظاهر الدم، بوجهه أثر جدري (١).

وهو أول من أحدث لبس الأكمام الواسعة، فجعل عرضها نحو ثلاثة أشبار، وقد ورد النهي عن لبس القمصان ذات الأكمام الواسعة الطوال، لأنها من جنس الخيلاء.

وكان أخذ المنصور الناس بلبس القلانس الطوال المفرطة الطول، فقال أبو دلامة:

وكنا نرجي من إمام زيادة ... فزاد الإمام المصطفى في القلانس

تراها على هام الرجال كأنها ... دنان يهود جللت بالبرانس

فأمر المستعين بتقصيرها (٢).

وفي أيامه ولَّت الأزد من زهران وغيرها قيادتها يحيى بن سليمان بن عمران الزهراني؛ هو يحيى بن سليمان بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة بن عبيد بن


(١) أخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٣، ٤١٥، والتنبيه والإشراف ١/ ٣١٥، والبداية والنهاية ١١/ ٥، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم ١٢/ ٦.
(٢) تاريخ الخلفاء ١/ ٢٤، ٢٦١، وتاريخ الطبري ٨/ ٤٢، ٤٣، وكنوز الذهب فى تاريخ حلب ٢/ ١١، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ٩/ ٥٥.

<<  <   >  >>