للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال معاوية - رضي الله عنه -: "لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت"، قالوا: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ ، قال: "كنت إذا أرخوها شددتها وإذا شدوها جررتها" (١).

توفي معاوية - رضي الله عنه - بدمشق يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين، وكانت ولايته تسع عشرة سنة وأربعة أشهر إلا ليال، وكانت له يوم مات ثمان وسبعون سنة (٢).

وهو أول من اتخذ الخصيان: الخصي: هو من قُطع خصاه، والمجبوب: من قُطع ذكره، واختير أنهما في حرمة النظر إلى النساء كغيرهما من الأجانب، وكان معاوية يرى جواز نظر الخصي ولا يُعتد برأيه، وهو على ما قيل: أول من اتخذ الخصيان، وعن ميسون الكلبية أن معاوية دخل عليها ومعه خصي فتقنعت منه فقال: هو خصي فقالت: يا معاوية أترى أن المثلة به تحلل ما حرم الله تعالى، وليس لأحد أن يستدل بما روي أن المقوقس أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - خصيا فقبله إذ لا دلالة فيه على جواز إدخاله على النساء (٣).

ومعاوية هو أول من اتخذ ديوان الخاتم لختم الكتب؛ وأول من اتخذ البريد في الإسلام (٤).

وأول من استحلف الناس على الوفاء بالبيعة، وأول من عهد إلى أحد أبنائه، وهو يزيد، ولم يجعل الأمر شورى (٥)، فانتقل من الخلافة إلى الملك.


(١) تهذيب الرياسة وترتيب السياسة ١/ ١٣١، ولعل الصواب: وإذا شدوها أرخيتها، أو أجريتها، فإن الجر ريف الشد.
(٢) صحيح ابن حبان ١٥/ ٣٩.
(٣) روح المعاني ٩/ ٣٣٩.
(٤) صبح الأعشى ١/ ٤٧٠.
(٥) صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ١/ ٤٧١.

<<  <   >  >>