للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان مولده بالشراة (١) سنة خمس ومائة، واستخلف وهو ابن سبع وعشرين سنة، وهو أصغر من أخيه المنصور، قيل: إنما لقب بالسفاح لما سفح من دماء المبطلين. ورفعت إليه سعاية مكتوب عليها بنصيحة فوقع عليها: "تقربت إلينا بما باعدك من الله تعالى، ولا ثواب عندنا لمن آثرنا عليه".

وكان نقش خاتمه: "الله ثقة عبدالله".

بويع بالكوفة يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة، خلت من شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وانتقل إلى الأنبار فسكنها حتى مات (٢).

وكان مبدأُ الدعوة العباسية بالكوفة وخراسان وغيرها من الأمصار في سنة مائة للهجرة، كان أبو العباس السفاح قد عهد عند موته إلى أخيه المنصور، ومن بعده إلى عيسى بن موسى، ومولد عيسى سنة ثلاث ومائة أو أربع ومائة، فشرع المنصور بعد قتل محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، وكان قتلهما جميعا على يدي عيسى بن موسى سببا في تأخير عيسى، وتقديم المهدي في ولاية العهد، وذلك في سنة سبع وأربعين ومائة.

توفي في ذي الحجة سنة ست وثلاثين فكانت خلافته أربع سنين وعشرة أشهر وقيل: ثمانية أشهر (٣).


(١) مدينة الشراة، شراة الشام، أرض معروفة وبها الكهف والرّقيم فيما زعم بعضهم (معجم البلدان ١/ ٤٨٩).
(٢) التنبيه والإشراف ١/ ٢٩٢، والمنتظم في تأريخ الملوك والأمم ٧/ ٢٩٨، ٢٩٩، والمعارف ١/ ٣٧٢.
(٣) التنبيه والإشراف ١/ ٢٩٢، والمنتظم في تأريخ الملوك والأمم ٨/ ٢٩١، وتلقيح فهوم أهل الأثر ١/ ٦٢.

<<  <   >  >>