"من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، فقد قرأت كتابك والجواب ما تراه دون أن تسمعه والسلام".
وبالفعل جهز جيشا قاده بنفسه وغزا دولة الروم وانتصر بنفسه على "نقفور" وأعاده للهدنه ودفع الجزية.
وتسلط الرشيد على الأمور بعد مدة من خلافته، فأفسد الصنائع، وأحب جمع الأموال واستوزر البرامكة يحيى بن خالد بن برمك وابنيه جعفر والفضل، ثم نكبهم في صفر سنة سبع وثمانين ومائة، واختلّت أموره بعد البرامكة، وبان للناس قبح تدبيره وسوء سياسته، وكان نقش خاتمه "باللَّه يثق هارون".
قال الأصمعي: بعث إليَّ هارون الرشيد وقد زخرف مجالسه وبالغ فيها وفي بنائها، ووضع فيها طعاما كثيرا، ثم وجه إلى أبي العتاهية، فأتاه، فقال: صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا؛ فأنشأ يقول: