للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: كانت خلافه المعتز إلى أن خلع يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب، سنة خمس وخمسين ومائتين أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما، وعمره ثلاثا وعشرين سنة، وقيل: يوم السبت ليومين من شعبان، وصلى عليه محمد بن الواثق المهتدي بالله، ودفن عند قبر المنتصر بالله يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.

اتفق الأتراك على خلعه، وهجموا عليه وجروا برجله، وأوقفوه في الشمس فصار يرفع رجلا ويضع رجلا وعذبوه، وهم يلطمونه ويقولون اخلعها ويتقي بيديه ويمتنع، ثم أجابهم وخلع نفسه، فأدخلوه الحمام ومنعوه الماء إلى أن مات عطشا، وقيل: أتوه بماء مالح فشربه وسقط ميتا، ثم أخرجوه وأشهدوا عليه أنه لا أثر به (١).

قلت: هذا جزاء من يقرب الأباعد، ويعرض عن العزوة من القرابة وغيرهم، مع أنه اختلط الحابل بالنابل، من أجل الحكم والرئاسة، ومن المُوالي من يسمع ويطيع ولو كان من الأباعد، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (٢).

وقد كان واليه على حرب الموصل وصلاتها سليمان بن عمران الزهراني؛ وهو سليمان بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة بن عبيد بن لبيد بن مجاسر بن سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب.


(١) أخبار الدولة العباسية ١/ ٤١٣، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم ١٢/ ٤٣، وتاريخ بغداد وذيوله ٢/ ١٢٣، ١٢٤، ٤٨٧ وبغية الطلب في تاريخ حلب ٨/ ٣٧٧٦.
(٢) من الآية (٢١) من سورة يوسف.

<<  <   >  >>