للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسحاق في هذا الحديث ثَمانية عشر شهرًا (١)، وأبو بكر سيئ الحفظ، وقد اضطرب، فعند ابن جرير من طريقه في رواية سبعة عشر، وفي رواية ستة عشر (٢)، وخرَّجه بعضهم عَلى قول مُحَمَّد بن حبيب أن التحويل كَانَ في نصف شعبان، وهو الذِي ذكره النووي في الروضة وأقره, مع كونه رجح في شرحه رواية ستة عشر شهرًا لكونها مجزومًا بِها عند مُسْلم، ولا يستقيم أن يكون ذَلِكَ في شعبان، وقد جزم موسى بن عقبة بأن التحويل كَانَ في جمادى الآخرة.

ومن الشذوذ أيضًا: رواية ثلاثة عشر شهرًا، ورواية تسعة أشهر، أو عشرة أشهر، ورواية شهرين، ورواية سنتين، وهذه الأخيرة يُمكن حملها عَلى الصواب، وأسانيد الجميع ضعيفة، والاعتماد عَلى القول الأول.

قوله: (وأنه صلى أول) بالنصب لأنه مفعول صلى.

و(العصر) كذلك عَلى البدلية، وأعربه ابن مالك بالرفع، وفي الكلام مقدر لَم يُذكر لوضوحه؛ أي: أول صلاة صلاها متوجهًا إلَى الكعبة صلاة العصر.

قوله: (فخرج رجل) هو عباد بن نَهِيك -بفتح النون وكسر الهاء-، وأهل المسجد الذين مر بِهم قيل: هم من بني سَلَمة. وهذا غير عباد بن بشر الذِي أخبر أهل قباء في صلاة الصبح كما سيأتي بيان ذَلِكَ في حديث ابن [٨١ / ب] عمر؛ حيث ذكره المصنف في كتاب الصلاة (٣)، ويذكر هناك تقرير الجمع بين هذين الحديثين وغيرهما، مع التنبيه عَلى ما فيهما من الفوائد إن شاء الله.

قوله: (أشهد بالله) أي أحلف، قَالَ الجوهري: يُقال: أشهد بكذا؛ أي: أحلفُ به.

قوله: (قِبَل مكة) أي: قِبَل البيت الذِي في مكة، ولهذا قَالَ: "فداروا كما هُم قِبَل البيت". و"ما" موصولة، والكاف للمقارنة، و"هم" مبتدأ وخبره مَحذوف.

قوله: (قد أعجبهم) أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -.


(١) "سنن ابن ماجه" (كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: القبلة) (١/ ٣٢٢) برقم (١٠١٠).
(٢) "تفسير الطبري" (سورة البقرة، قوله تعالَى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ. . .}) (٢/ ٣).
(٣) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب الصلاة، باب: ما جاء في القبلة) برقم (٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>