للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا التعليق وصله المصنف في "تاريخه" (١) عن أبي نعيم، وَأَحْمَد بن حنبل في "الزهد" (٢) عن ابن مهدي كلاهُما عن سُفْيَان الثوري عن أبي حيان التيمي عن إبراهيم المذكور.

قوله: (وَقَالَ ابن أبي مليكة. . . . إلَى آخره).

هذا التعليق وصله ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (٣)، لكن أبهم العدد، وكذا أخرجه مُحَمَّد بن نصر المروزي مطولًا في كتاب الإيمان له، وعينه أبو زُرْعَة الدمشقي في "تاريخه" من وجه آخر مُختصرًا كما هُنَا.

والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مُلَيْكَة من أجَلِّهم: عائشة، وأختها أسماء، وأم سلمة، والعبادلة الأربعة، وأبو هريرة، وعُقْبَة بن الحارث، والمِسْوَر بن مَخْرَمة، فهؤلاء ممن سمع منهم، وقد أدرك بالسن جماعة أجل من هؤلاء: كعلي بن أبي طالب، وسعد ابن أبي وَقَّاص.

وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال، ولَم ينقل عن غيرهم خلاف ذَلِكَ، فكأنه إجماع؛ وذلك لأن المؤمن قد يعرض له في عمله ما يشوبه مما يخالف الإخلاص، ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم، بل ذَلِكَ عَلى سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-.

وَقَالَ ابن بَطَّال: إنما خافوا لأنهم طالت أعمارهم حَتى رأوا من التغيير ما لَم يعهدوه ولَم يقدروا عَلى إنكار فخافوا أن يكونوا داهنوا بالسكوت.

قوله: (ما منهم أحد يقول: إنه عَلى إيمان جبريل) وفي هذا إشارة إلَى أن المذكورين كانوا قائلين بتفاوت درجات المؤمنين في الإيمان، خلافًا للمرجئة القائلين:


(١) "التاريخ الكبير" في ترجمة (إبراهيم بن يزيد بن شريك) (١/ ١/ ٣٣٥).
(٢) "الزهد" لأحمد بن حنبل في (زهد عاصم بن هبيرة) (ص ٣٦٣).
(٣) أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" في (تسمية من نزل مكة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) برقم (٦٤٦) ولفظه: "أدركت أكثر من خَمسمائة. ."، وبرقم (٦٥١)، ولفظه: (أدركت ثلاثين من أصحاب مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم -"، وليس في الروايتين جملة: "كلهم يخاف النفاق عَلى نفسه"، فالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>