للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آخر وأجاد

إذا ما دعتك النفس يوماً لشهوة ... وكان عليها للحرام طريق

فخالف هواها ما استطعت فإنما ... هواها عدوّ والخلاف صديق

وقالوا كم من عقل أسير عند هوى أمير شاعر

وعاص الهوى المردى فكم من محلق ... إلى النجم لما أن أطاع الهوى هوى

ولبعضهم

وما يزع النفس اللجوج عن الهوى ... من الناس الأحازم الرأي كامله

وقالوا أعدل الناس من أنصف عقله من هواه ومنع نفسه مما يكون سبباً لبلواه ولحظ الأشياء بعين فكره واضماره فعلم من ورود الأمور عاقبة إيراده وإصداره فيحسن بأفعاله حمد الأوداء ويأمن في ماله كيد الأعداء كما حكى أن نصيباً دخل على عبد الملك بن مروان فتغدى معه فلما رأى عبد الملك ظرفه وأدبه قال له هل لك فيما نتنادم عليه قال يا أمير المؤمنين لوني حائل وشعري مغلغل وخلقي مشوه ووجهي قبيح ولم أبلغ ما بلغت من اكرامك إياي لا لشرب أب ولا كرم أم وإنما بلغته بعقلي ولساني فأنشدك الله يا أمير المؤمنين أن لا تحول ببني وبين ما بلغت به هذه المنزلة عندك فأعفاه وما أحسن قوتذ الحيرارزي مشيراً إلى قول نصيب

أرى الكأس تذهب عقل الفتى ... فيذهل عن كل مستمتع

ولولا ابتهاجي بكم لم أكن ... لأشرب أكثر من أربع

وقالوا سرور فقلت السرور ... بأن تتركوني وعقلي معي

وقال آخر

رطلان لا أزداد فوقهما ... في الشرب إن حضروا وإن وحدي

فليغتفر لي من ينادمني ... إني أحث عواقب الرشد

وأريد ما يقوى به بدني ... وأجانب الأمر الذي يردي

<<  <   >  >>