للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[شرح ما ذكر من الأمثال الواقعة في هذا المثال]

أما سيادة أبي جهل ودخوله دار الندوة فكانت دار الندوة نادي سادات قريش لا يدخلها إلا مسود وأما قولهم أبخل من أبي حباحب على أحد الروايتين فهو رجل من العرب كان لبخله يوقد ناراً ضعيفة فإذا أبصرها مستضئ أطفأها وعلى الرواية الأخرى فهي النار التي تقدحها الخيل بحوافرها وتوصف بالبخل لقلتها وعدم الانتفاع بها وأما قولهم أزنى من قرد فهو قرد بن عمرو بن معاوية الهذلي وقيل هو الحيوان المعروف وأما قولهم أظلم من حية فلأنها لا تتخذ لنفسها بيتاً بل كل حجر أمته هرب أهله منه وتركوه لها وأما قولهم أحمق من دغة فإنها مارية بنت مغنج وهو ربيعة ابن عجل ومن حمقها إنها تزوجت وهي صغيرة في بني العنبر بن تميم فحملت فلما أضر بها المخاض ظنت أنها تريد الخلاء فبرزت إلى بعض الغيطان فوضعت فاستهل الوليد فانصرفت إلى الرحل تظن أنها أحدثت فقالت لضرتها يا هنتاه أيفغر الجعرفاه قالت نعم ويدعو أباه ثم مضت الضرة وأخذت الولد إليها وربته وبنو العنبر يعيرون بذلك ويعرفون ببني الجعراء وأما قولهم أفقر من ابن المذلق فهو رجل من بني عبد شمس بن سعد بن زيد مناة لم يكن يجد بيته ليلة وأبوه وأجداده يعرفون بالافلاس وفي أبيه يقول الشاعر

فإنك إن ترجو تميماً ونفعها ... كراجي الندى والعرف عند المذلق

ويروى بالدال المهملة وأما قولهم أكذب من فاختة فلان حكاية صوتها هذا زمان الرطب تقول ذلك والطلع لم يطلع قال بعضهم

أكذب من فاختة ... تصيح عند الكرب

والنخل غير مطلع ... هذا أوان الرطب

<<  <   >  >>