للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أحاسن أقوالهم في أنّ العقل طريق إلى العنا

وسدّ يمنع صاحبه من الوصول للغنى

روى عن الامام محمد بن الحنفية رضي الله عنه أنه قال وكل الله الجهل بالغنى والعقل بالحرمان ليعتبر العاقل وليعلم أن ليس له من الأمر شيء وفي مثل هذا يقول نصر بن أحمد المعروف بالخبزأرزي

سبحان من قدّر الأشياء منزلها ... وصير الناس مرفوضاً ومرموقا

فعاقل فطن أعيت مذاهبه ... وأحمق جاهل تلقاه مرزوقا

هذا الذي ترك الأوهام حائرة ... وصير العالم النحرير زنديقا

قال رجل لبزرجمهر تعال نتناظر في القدر قال وما أصنع بالمناظرة رأيت الظاهر فاستدللت به على الباطن رأيت الأحمق مرزوقاً والعاقل محروماً فعلمت إن التدبير ليس من العباد وقيل أعجب الأشياء نجح الجاهل واكداء العاقل حتى قيل لو جرت الأقسام على قدر العقول لم تعش البهائم قال حبيب بن أوس الطائي

ينال الفتى من عيشه وهو جاله ... ويكدي التي في دهره وهو عالم

فلو كانت الأرزاق تجري على الحجي ... هلكن إذا من جهلهنّ البهائم

المتنبي

ذو العقل يشقى في النعيم بفضله ... وأخو الحماقة في الشقاء ينعم

<<  <   >  >>