للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شاعرهم

ما لي وللعقل لا استصحبته أبدا ... فالعقل ينزل دار الذل والهون

لقد تعاقلت دهراً لا أرى فرجا ... ومذ تحامقت صار الناس يدنوني

وقال يحيى بن أكثم ما رأيت العقل قط إلا خادماً للجهل وقالوا كم عاقل أخره عقله وجاهل صدره جهله وقال الشريف أبو يعلى بن الهبارية

تجاهلت لما لم أر العقل شافعا ... وأنكرت لما كنت بالعلم ضائعا

وما نافعي عقلي وفصي وفطنتي ... إذا بت صفر الكف والبطن جائعا

وما أحسن قول عبد الله بن المعتر في هذا المعنى مع زيادة للمصنف العقل كالمرآة المصقولة يرى صاحبها فيها مساوئ الدنيا فلا يزال في صحوه مهموماً متعذر السرور حتى يشرب الخمر فإن أكثر منها غشيه الصدأ كله حتى لا تظهر تلك المساوئ فيفرح ويمرح والجهل كالمرآة الصدية لا يرى صاحبها إلا مسروراً أبداً قبل الشرب وبعده من هنا للمصنف فالعاقل يستدعي حالة الجهل إلى نفسه لترادف الهموم عليه في العواقب والغرض في اكتساب المحامد والمناقب فإذا ضاق بها ذرعاً ولم يستطع لردائها نزء احتال على ذهابها بالشراب لينحل عنه عقال الهموم والأتراح بأيدي المسرات والأفراح ومن مستطرف ما نظم في هذا المعنى قول أبي معاذ بشار بن برد:

لما رأيت الحظ حظ الجاهل ... والعيش في الدنيا لغير العاقل

رحلت عيساً من كرائم بابل ... فغدوت من عقلي ببعد مراحل

<<  <   >  >>