للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه فقال ها هوذا يكذب على ربه قيل له كيف ذلك قال نظر في المرآة وجهه فقال الحمد لله الذي خلقني فأحسن صورتي إلا أنه كان إذا كتب وشى حلل الطروس بأقلامه وإذا تكلم لفظ الدرر من منثور كلامه وفيه يقول أحمد بن سلامة الكتبي يهجوه ويذكر قبحه

لو يمسخ الخنزير مسخاً ثانياً ... ما كان إلا دون قبح الجاحظ

وإذا المرأة جلت عليه وجهه ... لم تخل مقلته بها من واعظ

[وعلى أثر قبح الصورة يقول بعض الشعراء في جحظة]

من كان مشتاقاً إلى منكر ... فجعظة أنكر من منكر

لو عذب الله به ناره ... أطفأها برداً ولم تزفر

وأنشد أعرابي

خبرتها أني محب لها ... فأقبلت تضحك من منطقي

والتفتت نحو فتاة لها ... كالرشا الوسنان في قرطق

قالت لها قولي لهذا الفتى ... انظر إلى وجهك ثم أعشق

لقى أعرابي شيخ قبيح الصورة فتاة حسناء فعرض عليها نفسه فأعرضت عنه وقالت أمخادع غائل أم ركيك هازل قال بل لبيب عاقل محب مائل قالت فما أصنع بك قبيحاً فقيراً شيخاً كبيراً قال أستمنح لفقري ملوكاً فيزول وأصبغ شيبي حلوكاً فيحول قال فقالت فقبحك الأم يؤل فولي عنها وهو يقول

تزهى عليّ بدلها وشبابها ... وتقول لي يا شيخ أنت مخادع

قبح وافلاس وشيب شاسع ... وطمعت فينا أخلفتك مطامع

فأجبتها الافلاس يذهبه الغنى ... والشيب يذهبه الخضاب اليانع

<<  <   >  >>