للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الثعالبي أول من أخلف المواعيد وكذبها ولم يف بشيء منها إسمعيل بن صبيح كاتب الرشيد وما كانت الرؤسا قبل ذلك يعرفون المواعيد الكاذبة وما أحلى قول بعض الشعراء يخاطب من أخلف عدة وعده إياها من أبيات

ووعدتني عدة ظننتك صادقاً ... فجعلت من طمعي أروح وأذهب

فإذا حضرت أنا وأنت بمجلس ... قالوا مسيلمة وهذا أشعب

وقال بعض البلغاء يذم مخلف وعده فلان وعده في الخلاف كشجر الخلاف يريك نضارة المنظر ثم لا يجنيك شيأً من الثمر نظمه ابن الرومي فقال

ليس من حل بالمحل الذي أن ... ت به من سماحة ووفاء

بذل الوعد للاخلاء طوعاً ... وأتى بعد ذاك بذل العطاء

فغدا كالخلاف يحسن للعين ... ويأبى الأثمار كل الاباء

آخر

على الدنيا وما فيها السلام ... إذا ملكت خزائنها اللئام

راضيت من الأمور بكل شيء ... قضاه الله وانقطع الكلام

[الفصل الثاني من الباب العاشر]

[في ذكر نوادر المبخلين]

[من الأراذل والمبجلين]

يجب علينا أن نذكر أولاً ما صدر عن الأمجاد العقلاء في التحذير من سؤال الأجواد والبخلاء ثقة بما ضمنه الله من رزقه الدار على سائر خلقه قالوا مكتوب في التوراة ابن آدم لا تسأل الناس فإن كنت فاعلاً فاسأل معادن الخير ترجع مغبوطاً محسوداً وفي كتاب كليلة ودمنه ينبغي للعاقل أن يرى إن ادخال

<<  <   >  >>