للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يده في فم التنين وابتلاعه سمه أهون عليه من سؤال الناس وقال إبراهيم بن حفصة لابنه يا بني صن شكرك عمن لا يستحقه واطلب المعروف ممن يحسن طلبك إليه واستر ماء وجهك بقناع قناعتك وتسل عن الدنيا بتجافيها عن الكرام وأنشده

هي القناعة فالزمه تكن ملكاً ... لو لم يكن لك إلا راحة البدن

وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها ... هل راح منها بغير القطن والكفن

وقال لقمان لابنه يا بني لا تخلق وجهك بطلب الحوائج إلى من هو دونك فإنه إن ردك ساق إليك محنة وإن قضى حاجتك أتخذها عليك منة واسأل الله فإن الله يحب من يسأله ويبغض من لا يسأله شاعر

الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبنيّ آدم حين يسئل يغضب

وقد روى عن سفيان الثوري دعاء ككلام لقمان كان يدعو به إذا احتاج يقول اللهم يا من يحب أن يسئل ويغضب على من لا يسأل وأحب عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله وليس أحد كذلك غيرك يا كريم أعطني كذا ويسأل حاجته وقال محمد بن الحنفية رضي الله عنه ما كرمت على عبد نفسه إلا هانت عليه الدنيا شاعر

الحرّ حرّ عزيز النفس حيث ثوى ... كالشمس في أيّ برج ذات أنوار

آخر

ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ... عوضاً ولو نال الغنى بسؤال

وإذا السؤال مع النوال وزنته ... رجح السؤال وخف كلّ نوال

<<  <   >  >>