للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث من الباب السادس]

في أنّ اللسن المكثار لا يأمن آفة الزلل والعثار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجرير بن عبد الله إذا قلت فأوجز فإذا بلغت حاجتك فلا تتكلف وقال بعض الحكماء الاكثار يزل اللسان ويزيل الاحسان وقيل لعدي بن حاتم أي شيء أوضع للانسان قال كثرة الكلام وقال جعفر بن يحيى إذا كثر الكلام اختل وإذا اختل اعتل وقال خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل وقال معاوية لعمرو بن العاص من أبلغ الناس قال من ترك الفضول واقتصر على الايجاز وقال خالد بن صفوان قيس البلاغة بخفة اللسان ولا كثرة الهذيان ولكنها إصابة المعنى والقصد إلى الحجة وقال خير الكلام ما كان عن الحصر بعيداً وللأسماع مفيداً وهو أن يكون لا مائلاً إلى الحصر فتضعف الحجة ولا إلى الهدر فتنلف المهجة قال الشاعر

للقول مستمع يزرى بصاحبه ... منه الغلوّ وقد يزرى به الحصر

وخير حال الفتى في القول أقصدها ... بين الطريقين لا عيّ ولا هدر

وقال عي يذرى بك خير من هدر يأتي عليك قال شاعر

وصمتك من غير عي اللسا ... ن أزين من هدر المنطق

وقال عمرو بن العاص الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع وإن أكثرت منه صرع وقال لولده عبد الله قصر إذا قلت واقتصر إذا طلت وإياك والاكثار فإنه شين العاقل وحين الجاهل وقالوا العثار مع الاكثار وقال بزرجمهر من ملكه طول لسانه أهلكه فضل بيانه ويقال من طال لسانه بطل احسانه قال الفقيه منصور

لا تكثرن فخير الكلام ... قليل الحروف كثير المعاني

<<  <   >  >>