للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آخر

وإذا تواخاك امرؤ بقبيحه ... فأجبه بالاحسان والاجمال

حكى أن رجلاً عاب رجلاً عند المأمون فقال له المأمون قد استدللنا على كثرة عيوبك بما تذكر من عيوب الناس لأن طالب العيوب إنما يطلبها بقدر ما هي فيه لا بقدر ما فيه منها وقال الشاعر

أرى كل إنسان يرى عيب غيره ... ويعمى عن العيب الذي هو فيه

وما خير من تخفى عليه عيوبه ... ويبدله بالعيب عيب أخيه

وقالت رابعة العدوية الانسان إذا نصح لله في نفسه أطلعه الجبار على مساوئ عمله فيتشاغل بها عن خلقه

والعاقل من جعل اغضاءه عن المساوئ ... حصناً إليه من ذم اللئام يأوي

يقال ربما سخط العاقل فيبدي الرضا ويغضي مثل جمر الغضا وقيل لبزرجمهر من أعقل الناس قال من لم يجعل سمعه غرضاً لسماع الفحشاء وكان الغالب عليه التغافل وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من امتطى زمام التغافل ملك زمام المروأة وقالوا أشرف الكرم تغافلك عما تعلم ويقال التغافل من الكرام يمنحهم الاجلال والاكرام أنشد الباخرزي في الدمية لأبي الفضل عبد الله بن محمد الحيري رحمه الله تعالى

يا من يعرّض بالخنا متوهماً ... جهلي به مهلاً فإنك جاهل

كم مرّة أغضيت منك على قذى ... لولا النهى لرأيت ما أنا فاعل

<<  <   >  >>